الخميس، 5 يناير 2012

خربشة على قطار/ حكمت النوايسة


* (إلى زياد العناني) 

(واحد) 
يسير القطار بنا ونشاغب، نزجُرُه بثقافة ناقتنا البائدة ويسير القطار..
نحاول أن يدركَ السائقُ المتماوجُ مع خربشات الطريقِ تشاكُسَنا...ويسير القطار
نحاولُ أن نُجلسَ الغيمة المستريبةَ في عينه...
ويسير القطار...
يمرُّ بهم دونما لفتةٍ، أو إمارةِ لفتةْ
يمرّ ويهرسهم واحداً واحداً...
ما سمعتُ صراخاً، وما ذرفتْ عبرةٌ للقطار..
وما نشفتْ دمعةٌ مذ ركبنا..
ولا هدأت هامةٌ... أو ترجّل شكٌّ

(اثنان)
وها أنت ذا.. بمساحة صمتٍ
تُداوِرُ مثل سبيبٍ عتيقٍ
لتهزأ بالعازفِ المجهريّ على وترٍ لا يراه القطار..
ولا يتأفّفُ، أو يعتريه السَّأمْ
يسيرُ القِطارُ يسيرُ...
تعالَ ... وشاركْ رفاقَكَ في سأمٍ يا قِطارُ

(ثلاثة)
إليك وأنت تجادلني نزقًا
وتقودُ البلاغةَ من رأسها المتمرّدِ
نحوَ تخومٍ تخونُ
إليك..
وأنت أنا، حين قلت ضميريَ يوجعُني ...
وبكيتْ
وكنّا إذا خاسِرَيْنْ
أيُّ لعبةِ (زِفْتٍ) بها يخسر الطرفان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق