رائحة الأم


أُعدُّ أصابع صوتي لمور احتراق أخير
أشيل ملامح من لغة الانهيار
وألضم عِقدَ التوجّس.. طعمَ الروائح
هل مال بي في ارتياب؟
أم حطّ فيَّ انتظارَ قطار أخير؟
على سكة تستبيحُ مفاتنَ صوتي
وتغرزُ مبضَعَها في استكانة روحي
أصيحُ بصوتكِ كي يتَّضح
ألملمُ عريي أمام جدار يردُّ الجدار عن النطق
يكتبُ صوتي على فتحة في الجدار
يطيرُ الهواء خلال جدار فيسحبُ صوتي
إلى لا جدار.
أحبّ تناثرَ ثغرِك فيَّ على سُنَّة الليل، تأخذني سِنَةٌ من عوائي لتفضحَ حزني.. أغطِّي عظامي بشَعر تناثرَ، يُدْفِئني بعض وقت، وأسحبُ صوتي إلى الحلم علّ البريقَ يعود بريقا بصوتي..
أواعدُ قلبكِ قبل انتظار الخيول
أواعدُ صوتكِ بعد اختناق الطبول
أدلُّ الخيولَ على ثغرة في الجدار
يُطيح الجدارُ بزحفِ الخيولِ
فترجعُ طبلا
وأرجعُ حلما
وأسحبُ حلمي خلال الجدار
يعودُ الجدار جدارا
وأسألُ حلميَ:
هلا رسمنا جدارا صغيرا يحيطُ بصوتي، ويسمحُ للخيل بالقفز، علّ الخيولَ تعاودُ في الحلم أو تستعيد:
صوتا تجرّحَ
تكتُبُنِي زنبقاتُ الحقول
أكتبُ صوتكِ
أسألُ عنكِ الروائحَ في لجَّة الوقت
تبكي الروائحُ فقْدَ روائِحها
أستعيدُ روائحَ قلبي وأحلمُ:
هل أستعيدُ روائحَكِ العابقات وينقرُ صوتُكِ قلبي؟
أفرغُ قلبي على خصر صوتكِ
تملأني الذكرياتُ حنينا
وتلضُمني في الحنين
هل تُدْفِئيني؟
هل أستعيدُ الخيول؟
يرتِّبُني الليل، يملأُني بانتظار خروج جديد
أفاجئُ صوتَكِ قرب مشمشةٍ في الخريف..
تَعَرْبَشَ روحي
ودغدغَ موتي
أعادَ لروحي روائحَ صوتِك
أميلُ على لغة من بقايا اللغة
أنظِّفُ صوتي على باب قلبكِ
أدخلُ روحكِ رائحةً في كتاب الروائح
هي الروح رائحتي
ذكرياتي
وصوتي
بقايا خيول على لجَّة في جدار
كتابَ روائح ليست من العطر
ليست حريفة
وليست شفيفة
روائح تدخلُ قلبي وتخرجُ
قد رمَّمَتْهُ وسارت بروحي بعيدا
أرمِّمُ صوتي
وألضِمُ قلبي
أكتبُني في غصون الخريف
على شفةٍ من هجير
أعيدُ لمشمشتي صوتَها
طعمَها الحلوَ
جذعَها
يديكِ تراودُ أوراقها في المساء
ورائحةً تعتريها
كنتِ جلستِ على ظلّها
سكنتِ الغصون وعدتِ بقلبي إليك
يبحثُ عنكِ خلال الروائح
يكتب رائحةً في القصيدة
ليست من العطر
ليست حريفة
وليست شفيفة
ولكنّها تعتريني
إذا ما لمستُ الغصون خريفا