الاثنين، 14 نوفمبر 2011

استخلاصات إسرائيلية: زوال دولة الكيان الصهيوني/ د. اسعد عبد الرحمن

ما يميز أصالة الدول هو وجود الشعب المتمسك بالأرض والذي لا يفكر بالخروج منها مهما تعاظمت المصائب عليه حتى لو تغير نظام الحكم، سواء أكان ديموقراطيا أو ديكتاتوريا.
يعتبر المحامي اليهودي الأميركي (فرانكلين لام) المختص بالقانون الدولي من أشهر الكتاب والناشطين الذين تنبأوا في كتاباتهم العديدة بقرب زوال إسرائيل. وقد دلل (لام) على ذلك بحقيقة التقارير الرسمية الإسرائيلية التي بينت أن أكثر من نصف اليهود المقيمين في فلسطين التاريخية يودون مغادرة إسرائيل في السنوات القليلة القادمة خاصة إذا استمرت الأوضاع السياسية والاجتماعية على حالها. وبشأن هذه الظاهرة، يؤكد (لام): «إن الحلم الصهيوني الذي قام في القرن التاسع عشر لأجل استعمار فلسطين لتكون ملجأ آمنا ليهود أوروبا، أصبح حلما فاشلا في القرن الواحد والعشرين. فقد أصبحت أوروبا والولايات المتحدة الأميركية الملجأ الآمن بنظر الأكثرية من المحتلين اليهود للأراضي الفلسطينية والذين باتوا يودون الهجرة منها (إلى الغرب)». أما الكاتب الإسرائيلي (جدعون ليفي) فقد كتب في صحيفة «هآرتس»: «إذا كان آباؤنا حلموا في الحصول على جواز سفر إسرائيلي للفرار من أوروبا، يوجد الآن بيننا الكثيرون الذين يحلمون بالحصول على جواز سفر ثان يفرون به إلى أوروبا».
ضمن الدراسات المتكاثرة التي أعدتها معاهد ومؤسسات يهودية وأخرى أميركية بهذا الشأن، أكدت دراسة مشتركة للجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية («إيباك» - اللوبي اليهودي الصهيوني المتطرف والأبرز في الولايات المتحدة) بالتعاون مع «صندوق الجالية اليهودي الوطني» في ألمانيا أنه: «إذا استمرت الحالة السياسية والاجتماعية في إسرائيل على حالها، فإن أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين على استعداد تام لمغادرة إسرائيل». بالمقابل، أوضح «مركز مناحيم بيغن للتراث» في دراسة حديثة أن «أكثر من 70% من الإسرائيليين تقدموا أو سيتقدمون بطلبات إلى سفارات أجنبية في إسرائيل لأجل الحصول على جنسية أخرى وجواز سفر ثان». كما أكد باحثون في جامعة «بار إيلان» الإسرائيلية في دراسة لهم «إن أكثر من (100) ألف إسرائيلي يملكون جواز سفر ألماني وإن (7000) يتقدمون سنويا للحصول على مثل ذلك الجواز، وأكثر من نصف مليون إسرائيلي لديهم جواز سفر أميركي، وربع مليون ينتظرون جوازات سفرهم الأميركية بعد أن قدموا طلبات الحصول على الجنسية الأميركية في تل أبيب».
يستخلص (لام) بأن «ثلاثة أجيال إسرائيلية بالفعل لم تنبت جذورا عميقة في الأرض وما زالت فكرة الهجرة من الهجرة تراود خواطرهم». أما التوتر النفسي الذي أقنع الإسرائيليين بضرورة الحصول على جواز سفر ثان فمرده أسباب عديدة منها أن جواز السفر الأميركي أو الأوروبي هو «وثيقة تأمين لمواجهة الأيام العاصفة المرئية في الأفق». فأولا، «الربيع العربي»، حسب محللين إسرائيليين، قد يقضي على «مؤيدي وحماة إسرائيل في الشرق الأوسط». ويرى هؤلاء إنها «مسألة وقت فقط حتى يكون الربيع العربي حربة النضال ضد الغزاة المحتلين لفلسطين العربية. ثانيا، يضيف المحللون الإسرائيليون: «يتنامى الخوف من حرب أهلية قد يشعلها أو يتسبب بها المستوطنون المتطرفون الذين ينهبون الأرض الفلسطينية ويعيثون فيها فسادا، فضلا عن أن تحول إسرائيل إلى دولة فاشية أضعف من أنصارها في المجتمع الدولي، بل وسبب الذعر والاشمئزاز في نفوس كثير من يهود العالم الذين باتوا يتبرأون من إسرائيل... الدولة التي أبادت («القيم والأخلاق اليهودية العليا»)، بحسب بيان صادر عن جماعة «اليهود المحافظون المتحدون ضد الصهيونية». كذلك، فإنه من الأسباب الأخرى التي تدخل ضمن مخاوف الإسرائيليين على مستقبلهم وسعيهم للحصول على جواز سفر ثان، ما جاء في البيان الصادر عن هذه الجماعة: «عدم الثقة بالقيادات الإسرائيلية الفاسدة في معظمها والتي تقود «البلاد» عبر سياستها العنصرية إلى «محرقة ثانية» والتي جعلت إسرائيل أكثر دولة مكروهة في العالم».
(المصدر: جريدة الرأي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق